Sunday, August 29, 2010

الديوانية ..


قبل اشهر قليلة ..

قررت جدتي حفظها الله و اطال الله في عمرها ان تجدد في المنزل

ذلك المنزل الذي نجتمع فيه كل اسبوع او اكثر و في كل مناسباتنا



كبرنا انا و اقاربي في نفس المكان



نحمل الذكريات المشتركة و المواقف المضحكة



و العديد من الاحداث..



كبرنا كـُل بشخصيته و افكاره مختلف



لكننا ان دخلنا هذا المنزل توحدنا على المحبة ..



قررت جدتي حفظها الله تغيير سجاد الديوانية



مكان اجتماعنا الاسبوعي



لمن لا يعرف الديوانية



في فترة طفولتنا كان هذا المكان يُحضر دخوله



و للمناسبات الخاصة فقط !



لدرجة كنا انا و بنات خالاتي ندخل هذا المكان متسللين من النافذة



و كان هذا سر بيننا
;p


و السر الاعظم اننا كنا نطلب من مطعم كنتاكي ( زينجر ) فطوال الاسبوع نقتصد في مصروفنا المدرسي لهذه اللحظة



طبعا كان هذا الامر بدون علم من اهلنا



لانه ممنوع منعا باتا



سواء الدخول الى الديوانية او حتى الاكل من مطاعم !


( و يبقى ذلك سر) ;p



نعود الى الديوانية


هي الان مكان تجمعنا الاسبوعي الدائم


بسبب حجم المكان الذي يسع الجميع



اذكر عندما دخلت و وجدت السجادة لم يعجبني لونها



لكنني سكت !



اتقصى الاراء الاخرى من بنات خالاتي بدون ان تشعر جدتي



يبقى الاجماع على عدم تقبلنا لهذا التغيير !



لكننا نبتسم لجدتي و نقول



مبروك ! :)



بابتسامة كلنا نعرف معناها الا هي !



خالاتي الزمونا الصمت حتى لا نجرح جدتي في عدم ملائمة السجادة للاثاث و عدم تقبلنا لها !



و انتهت قصة السجادة في ذلك اليوم !



.



..



.



قبل يومين !



تحديدا في زوارة القرقيعان



اجتماع للعائلة بكل اطيافها



صغارها و كبارها



الاطفال يغنون اغاني القرقيعان



و الكبار يشجعونهم



و حلويات تملأ المكان بكل الالوان !



.



.



اقول لنفسي !



لماذا لم نعد نستنكر لون السجادة ؟



اشهر مرت و اصبح اللون الذي لم يكن يعجبنا



و الذي كاد ان يسبب مشكلة بيننا و بين جدتنا



لون مرتب و لا نشتكي منه



ندخل و نخرج ولا احد منا تكلم !



و لم يبادر احد بالتغيير !



.



اجبت بكل بساطة



لقد ألفنا لونها !



.



.



السجادة و لونها الذي لم يناسبنا



هي نفسها الاشياء التي نراها يوميا في مجتمعنا !



و ألفناها !



بالبداية استنكرنا



ضحكنا !



ثم سكتنا



و الآن ألفنا !



.



.



عندما ظهر لنا حجاب علبة نيدو الجميع ضحك و استنكر و شجب !



و الان هو امر طبيعي !



.



.



عندما رأينا حواجب الفتيات تتطاير كأنها اجنحة !



ضحكنا و استغربنا !



و الان هو امر طبيعي !



.



.



عندما رأينا فساتين الفتيات من اقصر الى اقصر !



سواء في الاماكن العامة او حتى في اجتماعات النساء !



اغمضنا اعيننا و انصدمنا !



و الان اصبح امر طبيعي !



.



.



عندما بدأ الاعلام بشن حملاته على تشويه صورة الكويت و نسائها و رجالها



في البداية كرهنا ذلك و انزعجنا !



و ها هو امر طبيعي !



.



.



تلك المسلسلات التي تمثل فكر اصحابها فقط



ولا تمثل مجتمعنا



اصبحت شيئا مألوفا



امر عادي !



و شيء طبيعي !



و هذا هو قمة الخطأ !



.



.



لن نسكت



و لن نرضى بأن نألف تلك المناظر التي تشوه مجتمعنا



تشوه عقول صغارنا و شبابنا



ترسم صور سطحية عن اسرنا



.



.



لكن ما العمل ان كان هذا الامر منتشر ؟



نحن لا نستطيع ان نحكر فكرا !



لا تمنعوهم !



لكن اجلسوا مع اطفالكم و اخوانكم اثناء المشاهدة



وجهوهم للصواب



و وضحوا لهم ان هذا ليس مجتمعنا !



و هذه ليست افكارنا ولا عاداتنا !



و ان استطعتم ..



قدموا البديل الناجح



بديل يمثل صورة مشرقة !



عادات حسنة



و مجتمعات راقية ..






:)

1 comment:

Seema* said...

عادي, عادي, كل شيء أصبح عادي وهذه هي المشكلة!
الإستنكار يجب أن يمنع الإستمرار.